Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

ou va la Tunisie

الموقف السياسي
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
تونس إلى أين ؟
تونس / الصواب / 08/06/2015
استمع رئيس الحكومة بأدب شديد، وصدر رحب للنقاش العام في مجلس نواب الشعب، وكانت ردوده مقنعة للبعض، وخارج الموضوع للبعض الآخر، وتستمر الحياة سيرها الوئيد ولكن ليس العادي.
عادت الحكومة إلى هريرها وخريرها العادي ، والخندق عميق بينها وبين الناس، وعاد الناس لتحدي حكومة بات واضحا أنها لا تستطيع أمامهم شيئا، فالإعتصامات متواصلة ، والإضرابات تحدت كل منطق ، بما في ذلك الامتناع عن أداء الامتحانات المدرسية وحتى الوطنية ، بعيدا عن أي منطق ، وفي إطار مما يمكن أن يوصف بالعصيان المدني، فيما يشبه  الوضع المناخ السابق لقيام ثورة ، ولم يعد هناك إحساس حقيقي بأن الثورة حصلت ، وأنها أنجزت، ففراغ الحكم يبدو هو الأمر السائد عند الناس ، وتونس سائرة على غير هدى ، ولا طريق واضحة ، برئيس غائب : أين هو ، وحكومة ليست لا هنا ولا هناك ، وبرلمان ، لا يبدو عليه أن عصارة السلطة هي بين يديه.
وحتى الجمهورية الرابعة ، المفتتة أوصالها في حينه في فرنسا ، لم تكن قط على هذا القدر من التفكك.
و حتى خطر المعسكر الشرقي طيلة فترة الحرب الباردة وخاصة في النصف الثاني من الأربعينات وطيلة الخمسينات وأيضا الستينات، لم يكن على هذا القدر من الخطر المحدق بتونس اليوم.
ففي الشرق ، ليبيا الموعودة بحل توافقي ، ولكن التي يتقدم فيها ظل داعش المهدد، وليس غريبا أن يقول حزب النهضة ولكل حساباته إن فجر ليبيا هو الخط الأمامي للدفاع عن تونس ، والكل يعرف أن فجر ليبيا يضم فيمن يضم إرهابيين تونسيين مطلوبون للعدالة في تونس ، وصادرة في شأنهم بطاقات جلب ، بعيدة المنال ، باعتبار تحالف ذلك "الفجر" مع أولئك الإرهابيين.
وفي الغرب تعيش الجزائر نهاية "ملك" ليس معروفا متى نهايته ، وكل الدلائل تشير إلى أن البلاد مفتوحة على ما لا يعرف أحد إلى أين تسير ، وبعد بوتفليقة ، لمن سيكون الحكم ، الكل يعتقد لاستمرار الجيش ، ولكن ليس ذلك مؤكدا بعد ثلاث وثلاثين سنة من السلطة المتفردة.
والسفينة التونسية تتلاطمها الأمواج داخليا وخارجيا ولا من درى ولا من سمع ، والحكومة المنبثقة من البرلمان الذي يمتلك كل الشرعية في نظام برلماني كامل لا يعلن عن نفسه في سبات عميق، ولكنه لم يستطع لا هو ولا الحكومة المنبثقة عنه إعادة هيبة الدولة وسلطتها ، كما ينبغي للأمر أن يكون.
ومع مصطفى الفيلالي قبل ثلاث سنوات وجب رفع العقيرة اليوم : هل بقيت في تونس دولة؟   
قد لا يكون الأمر مثلما يتردد في بعض الأوساط، بأننا نعيش اليوم وضعا شبيها بخريف 1986، والسلطة ثمرة ناضجة للسقوط، ولكن في أي أيدي.؟
ذلك هو السؤال أمام  استقالة كاملة وغير مسؤولة.
هل نحن أمام سيناريو عودة النهضة؟
محتمل ، بعد أن ظهر أن نداء تونس ، هو تجميع بيزل ، ليس متكامل القطع ؟
أم هل نحن أمام سيناريو آخر، لن تكون الديمقراطية هي همه؟
fouratiab@gmail.com


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق