Citation

رأينا صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيرنا خطأ يحتمل الصواب، ومن جاء بأفضل من قولنا قبلناه. الإمام الشافعي

الأحد، 31 مايو 2015

علميات: نحو علاج ناجع ضد السرطان؟

علميات                            
« L'immunothérapie, la révolution anticancer »
Le Parisien
Le Parisien titre sur sa une : « Cancer : enfin un progrès décisif ». Le journal consacre deux pages à l’immunothérapie, « technique nouvelle qui permet de soigner tous les types de tumeurs », notant que « les plus grands chercheurs, réunis à Chicago à partir d'aujourd'hui, croient en [ce] nouveau traitement. Il est fondé sur la réaction de notre système immunitaire ».
Claudine Proust observe ainsi qu’« un grand changement arrive dans le traitement des cancers. Il a pour nom l'immunothérapie. Et ses résultats sont prometteurs. Soigner les cancers, les réduire, les contenir par des trithérapies, comme on l’a fait pour le VIH, n’a plus rien d’une utopie ».
La journaliste relève qu’« alors que s’ouvre aujourd’hui […] le congrès annuel de l’Asco, grand-messe mondiale des spécialistes du cancer, médecins et chercheurs s’y précipitent avec une «excitation scientifique» sans précédent, face à ce qu’ils qualifient unanimement de «bouleversement» ».
« Parmi les plus de 4.800 études qui doivent y être dévoilées, ressort la promesse d’un changement d’approche radical d’une maladie que l’on a longtemps soignée organe par organe », poursuit Claudine Proust.
La journaliste constate que « les thérapies ciblées ont ouvert la voie à ce changement. Mais la révolution, à laquelle l’édition 2015 de ce congrès ouvre la porte en grand, et dont peuvent déjà bénéficier certains malades pourtant atteints de tumeurs redoutables, «c’est la confirmation éclatante de la place centrale de l’immunothérapie dans l’arsenal thérapeutique», souligne le Pr François Sigaux, directeur de la recherche et de l’innovation à l’Institut national du cancer (INCa) ».
Le spécialiste remarque que « pendant des années, les chercheurs ont travaillé sur le côté positif : comment produire une réponse immunitaire plus forte. Les résultats sur les animaux promettaient beaucoup, mais l’espoir est retombé : à trop booster cette réponse, on provoque aussi des maladies auto-immunes. La trouvaille, c’est d’avoir compris qu’il fallait aussi s’intéresser au côté négatif : au verrou qu’enclenche la tumeur pour freiner la réponse immunitaire ».
Claudine Proust note que « trois traitements ont déjà été découverts. «La re­serve de re­cherche est encore grande», estime le Pr Sigaux. Ethique oblige, ces nouvelles approches sont d’abord mises à l’essai chez les patients en phase très avancée, en échec thérapeutique. Mais les résultats sont si prometteurs que les médecins prédisent des traitements innovants, incluant l’immunothérapie, de plus en plus précoces. […] Les études montrent que les thérapies ciblées doivent être utilisées de plus en plus tôt en combinaison entre elles ou avec des chimiothérapies classiques ».
Dans un entretien, le Pr Gilles Vassal, directeur de la recherche clinique à l’institut Gustave-Roussy, déclare notamment : « Ce qui est totalement nouveau, c’est que l’immunothérapie permet des traitements efficaces contre des cancers très agressifs, pour lesquels on ne disposait que de peu de solutions. […] On n’a jamais connu tel bouleversement, et ce n’est pas de l’emphase de ma part ».
·       Médecin


الاثنين، 25 مايو 2015

الموقف السياسي : من سيكون الرئيس المقبل بعد ولاية السبسي كاملة أو منقوصة؟

الموقف السياسي
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
انطلاق سباق الرئاسة قبل الأوان
تونس/ الصواب / 25/05/2015
هل يكون سباق الرئاسة قد انطلق قبل الأوان ؟
فبعد 6 أشهر فقط أو تكاد على الانتخابات الرئاسية ، بات الحديث عن انتخابات رئاسية إما سابقة لأوانها ، أو في موعدها ، ولكن ينبغي الاستعداد لها بصورة مسبقة جدا أمر على الكثير من الألسن وحديث الصالونات ، والإشارات الخفية أو الواضحة.
والرئيس قائد السبسي بعد أن يكون قد صرف النظر عن توريث ابنه للرئاسة ، رغم ما يقال من إلحاح محيطه المقرب ، يبدو أنه بصدد حسم أمره.
وإذ تسري إشاعات كثيرة حول حالته الصحية ، وهي إشاعات لا يبدو أن هناك من يستطيع إثبات سوء تلك الصحة أو تدهورها  ، وهي لا تمنعه باعتبار  قلة صلاحياته من تأدية دوره كاملا، دليل ذلك القدرة على إلقاء خطابات مطولة ومتماسكة، والسفر الطويل المرهق بالنسبة لأي سن، فإن ذلك لم يمنع  ، ـ والعهدة الرئاسية كما يقال في المغرب الأقصى  في بدايتها الأولى ـ ، من تداول أمر الخلافة الرئاسية ، سواء تم استكمال تلك العهدة أو انقطعت بها السبل، فإذا كانت الأعمار بيد الله فإن السن العالية، تؤهل لمغادرة الدنيا في أي وقت منتظر أو غير منتظر أكثر من السن الصغيرة أو المتوسطة .
ألم يعش بورقيبة مائة سنة بالتمام والكمال ، فهو من مواليد 1900 ( مثبت ومؤكد بعكس التاريخ الرسمي المعتمد) وكانت وفاته في سنة 2000.
ولقد حاول بورقيبة أن يضع ابنه جان الحبيب الإبن كما كان اسمه في بداية حياته  الرئاسية ، على قاعدة إطلاق نحو الرئاسة ، ولكنه انتهى إلى أنه لا يحمل من  المؤهلات ما يؤهله لذلك المنصب؟
فعاد الرئيس الأسبق إلى اختياره الأول الذي انتهى إليه أيام السجن في قاعدة سان نيكولا في مرسيليا في 1942 أو 1943، أي الهادي نويرة الذي ينتسب إلى مدينة المنستير وتمثل ذلك خصلة كبيرة ، إضافة إلى بوادر رجل دولة يتميز بثبات على المواقف ، وصرامة في السلوك والحرص على الإتقان إلى حد مرضي.
هل يكون الباجي قائد السبسي قد صرف نظره عن توريث ابنه ، وبحث في محيطه  السياسي عن شخص آخر يستجيب للمواصفات التي يريدها في الخليفة؟.
**
 من هنا ربما يكون محسن مرزوق الشاب اللبق ،   الخطيب الجيد ، والمتمتع بقوة إقناع كبيرة ، والماسك بقدرة أكبر  على النقاش والجدل ، والذي يتميز بسرعة بديهة نادرة ، متأتية من فترة يساريته المفرطة الدغمائية  ، التي استعاض عنها  بنوع فريد من الواقعية السياسية التي قد تكون مفرطة في البراغماتية، إلى حد الماكييفيلية، هو المرشح قبل الأوان أو سيكون المرشح قبل الأوان للرئاسة ، في عهدتها المقبلة مهما كان أوانها.
والذين يعرفون محسن مرزوق عن قرب، يدركون أن طموحه بلا حدود، وأنه يرى في نفسه الكفاءة اللازمة لشغل المنصب الأول، بعد أول رئيس دائم للجمهورية الثانية.
فقد صحبه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة ، وهي الزيارة التي تتجاوز في أهميتها الإستراتيجية زيارة الدولة إلى فرنسا ، الزيارة التي يقدر المراقبون أنها لم تنته إلى نتيجة تذكر ، فالباجي قائد السبسي رغم أهمية مفهوم الدولة لديه ، لا يمكن أن ينسى أن  الرئيس هولاند والحزب الاشتراكي الفرنسي ، قد فضلا تأييد المرشح المنافس منصف المرزوقي عليه إلى آخر لحظة ، في ظاهرة عمى سياسي مفرط ، ويعزو البعض "الخطأ" الذي ارتكبه السبسي في باردو عندما توجه إلى هولاند بتسميته "ميتران " هو خطأ مقصود ومبيت (؟؟) ، ثم إنه عندما ترك لمحسن مرزوق "شرف" التوقيع على مذكرة تعتبر غاية في الأهمية إستراتيجيا ، فإنه لم يفعل ذلك صدفة ، فالمعروف أن خطوات الباجي قائد السبسي دائما محسوبة.
على أن الأهم من كل ذلك هو ، ما حصل من الاتجاه لتعيين محسن مرزوق أمينا عاما لحزب نداء تونس ، وهو ما اعتبر وضعه على قاعدة انطلاق ، أولا نحو الأمانة العامة للحزب بعد المؤتمر المقبل خلال أسابيع ، وثانيا نحو جعله الوريث المعين للخلافة عندما يحين الأوان.
تلك إشارات لا تخطئ عادة في عالم السياسة ، والسياسيون المطلعون يقرؤونها جيدا ، ويتقنون تفسير أبعادها ، ونتائجها المتوقعة.
**
لكن محسن مرزوق ليس المرشح الوحيد، بل لعله سيجد منافسة داخلية وخارجية قوية.
داخلية في أوساط نداء تونس ، وإذ يبدو أن رئيس الحزب محمد الناصر ليس في الوارد أن يكون هو المرشح،  فإن  نواب الرئيس الثلاثة وفي انتظار المؤتمر لم يلقوا بأوراقهم ، كما إن مجموعة كبرى ترى نفسها أكثر جدارة ، من  هذا "الطفل" المدلل محسن مرزوق، والذي لا ترى فيه شخصا في المستوى المناسب للمنصب ، وإن كان البعض منهم يرى أن المنصب الذي تولاه الرئيس السابق منصف المرزوقي ، يمكن أن يتولاه أي كان ولن يكون أسوأ أداء.
أما المنافسة الخارجية فإنها ستكون شديدة ومتعددة، ولعل أقوى المنافسين لمرزوق هو نبيل القروي صاحب قناة نسمة.
فلا أحد اليوم يمكن أن يتنبأ بأن القروي من هنا وإلى مؤتمر النداء ، لن يلتحق بالحزب الأكبر في البلاد حاليا ، رغم ما يشقه من خلافات ـ ، ويكون منافسا شديدا لمحسن مرزوق ويتحول من منافس خارجي إلى منافس داخلي ، قوي الشكيمة ، وكل الذين يقفون ضد مرزوق سيجدون أنفسهم في هذه الحالة مصطفين وراء نبيل القروي، الذي أعلن صراحة على قناته نسمة ، أنه سيدخل معترك السياسة بكل ثقة في النفس ، مستعرضا عضلاته في الدور الذي قام به في صائفة 2013 بين السبسي والغنوشي.
ولكن العائق الأكبر وفقا للقانون الحالي، هو أن القروي لا يمكن أن يكون متحزبا معلنا بقوة ، ورجل سياسة مرشحا لأعلى منصب في الدولة، وصاحب قناة تلفزيونية أو إذاعية.
ولهذاالسبب تم رفض أكثر من مرشح للرئاسة في الانتخابات الأخيرة، ممن يملكون قنوات تلفزيونية أو إذاعية.
ومن جهته فإن نبيل القروي ، يملك أورقا رابحة  ومنها ، أنه سيكون مسنودا ومدعوما من قناة ذات وزن وتأثير هي قناة نسمة ، التي وقفت بالكامل وراء السبسي في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأخيرة ، وأسهمت ولا شك في نجاحه، فيما إن المرزوقي لم يستطع أن يقوم بتعبئة إلا قنوات ثانوية ، ليس لها وزن لا كبير ولا صغير في الأوديمات.
غير أن للعملة مهما كانت رابحة قفا آخر يمكن أن يكون خاسرا، فترشح نبيل القروي مع ما هو معروف عن الدعم الذي سيجده من نسمة سواء بقي على رأسها أم لا(؟) ، سيجعل القنوات الأخرى ومنها ثلاث أو أربع تفوق نسمة تأثيرا في موقع مضاد له.
ورجل مثل نبيل القروي ، كان في نظر الكثيرين مقنعا خلال الخرجة الأولى التي أتاها على قناته نسمة ، وقد قاده بحذق المنشط الموهوب (رغم كل شيء) برهان بسيس على طريق سالكة، ودفعه خاصة في الحلقة الثانية إلى نسبة من المشاهدة عالية.
**
غير أن من المجازفة القول اليوم بأن هاتين الشخصيتين ستحتكران الساحة.
فحركة النهضة لم تقل كلمتها لا الأولى ولا الأخيرة ، وهي إن لم ترشح أحدا من صفوفها في الانتخابات الأخيرة ، فإنها بتأييد منصف المرزوقي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة ( رغم إعلان الحياد  صوريا) قد ضمنت له حوالي 45 في المائة من الأصوات ، ظن سريعا أنها أصوات انصبت إليه بينما يقدر الخبراء أن غالبها من النهضة ، ومن المعارضين أساسا  للباجي قائد السبسي.
وإذ يعتقد البعض أن النهضة ستفصح عن اسم مرشحها بعد مؤتمرها المقرر لأسابيع مقبلة قليلة ، فإن غالب المراقبين يعتقدون بأن النهضة لن تكشف أوراقها إلا قبل الانتخابات الرئاسية بمدة معقولة ، لا تكون قريبة ، حتى لا تحرق مرشحها، ولا تكون بعيدة بحيث لا تجعله يتمكن من التعريف بنفسه وببرنامج حزبه بما فيه الكفاية.
**
من المنطق الاعتقاد ـ إلا إذا حصلت مفاجأة كبرى ـ بأن هؤلاء الثلاثة الذين سينحصرأساسا بينهم السباق.
ولكن الوقت الفاصل ، إذا استمرت العهدة الرئاسية إلى مداها ، يمكن  أن تحدث معه مفاجآت قد تكون كبرى.
أما بقية المرشحين المحتملين فهم أو على الأصح من بينهم:
-        منصف المرزوقي الذي يسود اقتناع كبير بأنه سيكون مرشحا ، رغم وعده بعدم الترشح مستقبلا ، إن لم يفز في الانتخابات الرئاسية السابقة، وبالطبع فإنه لم يفز ، ولكن وعود رجال السياسة ليس لها في الغالب غد.
-        أحمد نجيب الشابي، الذي يعتقد الكثير من المراقبين السياسيين ، أنه فقد كل أمل بعد أن فاته قطار الانتخابات الرئاسية في 2011 ، عندما كان يسعى لتعديل دستوري لدستور 1959، وكان المرشح الأبرز وقتها للرئاسة ، ولكن اختيار انتخاب مجلس تأسيسي فوت عليه فرصة لا يبدو أنه سيستعيدها.
-        مصطفى بن جعفر الذي خرج كما يقول المصريون من المولد بلا حمص فلم يفز ولو بمقعد واحد في البرلمان الجديد وسقط سقوطا ذريعا في الرئاسيات.
-        على أن أسماء أخرى تبقى قابلة للمنافسة في حدود ضعيفة إلا إذا ما حدثت مفاجآت ، منها المهدي جمعة رئيس الحكومة السابق ، ومصطفى كمال النابلي الذي يبقى فرسا رابحا لما له من علاقات قوية في المجال الاقتصادي الدولي ، وكمال مرجان الذي يجد تأييدا خارجيا كبيرا.
-        غير أن القائمة يمكن أن تطول ولكنها لن تطول كما كان الأمر خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، وذلك على الأقل لسببين :
-        السبب الأول والأكبر يعود للتجربة المريرة للكثير من الذين ترشحوا وتم استبعادهم حتى قبل الدور الأول، ولا يعتقد أنهم سيعيدون الكرة.
-         السبب الثاني مع ما ينتظر أن يقع إدخاله من تعديلات على المجلة الانتخابية ، بصورة تستبعد الترشحات الموصوفة بغير الجدية.



الخميس، 21 مايو 2015

تونس .. تغرق .. تغرق بموجة الإضرابات

نقابيات
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
الغرق
قال لي تعقيبا على الإضرابات الحاصلة بدون هوادة هذه الأيام، لقد عشت مثيلا لها بعد الحرب العالمية الثانية وحتى أواخر الخمسينات في فرنسا عندما كنت طالبا في الطب، ثم طبيبا في المستشفيات العمومية، بعد الحرب كان الحزب الشيوعي الفرنسي يحتل مكانة أولى في الانتخابات بما بين 30 و35 في المائة من الأصوات ، ولكن مرتبته الأولى لم تمكنه من الحصول على الحكم وتحويل فرنسا إلى ديمقراطية شعبية على غرار كل البلدان التي استولى عليها الاتحاد السوفياتي في أوروبا الشرقية، فقد كانت كل الأحزاب تشكل في مواجهة الحزب الشيوعي الفرنسي أقوى الأحزاب الشيوعية في أوروبا ائتلافا يمنع الشيوعيين من الحكم ، وفي ظل الجمهورية الرابعة كان الائتلاف دائما هشا ولهذا تقوم الحكومات وتسقط بسبب وبلا سبب.
خلال تلك الفترة من تاريخ فرنسا كانت نقابة الـ س ج ت ، الملتصقة بالحزب الشيوعي تحتكر أو تكاد الحياة النقابية ، ولما كانت تأتمر بأوامر الكاتب العام للحزب الشيوعي ، فإنها لم تكن تتوانى عن شن الإضرابات المتواصلة ، حتى تضع البلاد على ركبتيها فتلجأ إلى الشيوعيين ليأتوا للحكم ويطبقوا سياساتهم.
غير أن أحزاب اليسار غير الشيوعي والوسط واليمين الفرنسي استطاعوا أن يمنعوا الشيوعيين من الوصول للسلطة ،وتحملوا فوق الطاقة مسلسل الإضرابات على حد قول الطبيب الشيخ الذي استقر بتونس بعد حياة نشيطة كاملة في فرنسا.
ولكن هذا الطبيب الشيخ يعزو استطاعة فرنسا مقاومة مسلسل الإضرابات بثلاثة عناصر متضافرة :
أولا : مشروع مارشال بما ضخه من أموال واستثمارات كثيفة.
ثانيا : تهاود أسعار الخامات على حساب المستعمرات التي كانت تقدم منتجاتها غصبا دون حتى سعر الكلفة.
ثالثا : مقاومة شعبية كبيرة للظاهرة الاضرابية والوقوف ضدها ، وتحمل تبعاتها .
**
هل هذا ما يحدث في تونس اليوم  ؟، وهل أن قوى سياسية معينة تقف وراء ظاهرة "ازدهار"  حالة الإضرابات وتعددها ؟، والوصول إلى مطالبات غير معقولة ، في ظل تدني فعل الإنتاج والإنتاجية ، ووجود مخزون تعطل وبطالة يصل لأرقام قصوى لم تصلها البلاد من قبل.
وبعكس فرنسا بعيد الحرب العالمية الثانية ، فإن حنفية أموال مشروع مثل مشروع مارشال ، لم تغمر البلاد ، أما الخامات ومنها البترول والمواد نصف المصنعة فإن تونس تستوردها بأغلى الأسعار ، وهي أسعار ترتفع باستمرار ما دامت قيمة الدينار تتقهقر يوما بعد يوم، كما إن الظاهرة التي شهدتها فرنسا من مقاومة ظاهرة الإضراب لم تعم بلادنا ، وفي أقصى الحالات فإن المواطن يتذمر من نتائج الإضرابات على حياته ، ولكنه في اليوم الموالي يضرب مطالبا غالبا بزيادات في الأجور تزيد البلد غرقا فوق غرقه ، وتبعد اليوم الذي تستقر فيه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
وما دام الإتحاد العام التونسي للشغل يحتكر الساحة النقابية ، بإرادة الحكومة ، وإرادة وزارة الشؤون الاجتماعية ووراء وزيرها محمد الناصر رئيس البرلمان، فإن الإتحاد يستعمل الإضراب كسلاح سياسي ، لنقلها بصراحة ، ولكن هذا السلاح جاء اليوم من يزايد عليه ، ويدفعه للأقصى ، وهو ما يفسر الإضرابات المسماة بالعشوائية ، وهل بقيت في تونس إضرابات مقننة ، في بلد يشكو الإفلاس ، وإذ يفوق حجم التأجير في الوظيفة العمومية 11 مليار دينار أي قرابة 40 في المائة من حجم الميزانية العامة للدولة مع ما تأكله مسألة تسديد الديون وما يستهلكه دعم السلع المسماة أساسية ، فكم يبقى للاستثمار العمومي الذي هو اليوم في أدنى مستوياته ، بينما الاستثمار الخاص والاستثمار الأجنبي المباشر معطلا ما دامت الحياة الاجتماعية والإضرابات لا تشجع مطلقا على انطلاقتهما.
إن هناك ولا شك من يتحمل اليوم  مسؤولية لا الوضع الحالي فقط بل وأيضا الوضع المتوقع من الوصول إلى حال من التدهور.
ولنقل أخيرا وليس آخرا ، إن نقاباتنا لا تتمتع لا بنظرة إستشرافية ، ولا خاصة بثقافة الاقتصاد الكلي ، ولعل عودة رجل مثل حسين الديماسي كمستشار للإتحاد العام التونسي للشغل ، وهو المنصب الذي احتله قبلا يمكن أن يعيد بعض التوازن.
وإذ تقرر الحكومة أخيرا وبعد ضياع وقت ثمين وأموال طائلة ،عدم دفع أجور أيام العمل الضائعة في الاضربات ، فهي خطوة على الطريق الصحيح ، إضافة إلى ضرورة  تكثيف اللجوء إلى التسخير للمصلحة العامة.
النظرة العامة لا ينبغي أن تكون فئوية ، بل نظرة أوسع تضع في الحسبان أولا مصلحة البلاد ،، وكفى كفى تنازلات واستجابات سوف تنتهي بنا جميعا إلى هاوية سحيقة بلا قعر ولا قرار.



سانحة : من أجل عودة للثقافة المفقودة

سانحة
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
نسمة الوطنية .. طبيعية .. بعد نسمة الحرية ؟؟
تونس / الصواب / 15/05/2015
هبت نسمة منعشة من الوطنية الصادقة، قبل أيام في فضاء "سرايا "  السياحي الترفيهي الثقافي الاحتفالي في القيروان ، كان من حسن حظي أن حضرت فعالياتها الجميلة.
كانت وراء الحفل السيدة ذهبية بوزيان الجويني ، مديرة اثنين من مبيتات الطالبات أحدهما هو مبيت الفتيات بن رشد بفرعيه الأول في لافايات وراء الإذاعة الوطنية  والثاني هو المنجي سليم بالحفصية.
ويبدو أن أجواء الإذاعة وما حولها من مثقفين وفنانين يجلسون في المقاهي التي حولها ، ويتطارحون ما في خيالهم من فنون مستظرفة، كما كانت الثقافة تسمى قبل عقود ، قد أصاب بالعدوى هذه الديار التي تعج بطالبات لا يطلبن إلا الإحاطة لتتفتق مواهبهن، أو تلك هي الفكرة الأولى التي سادت عندي ، قبل أن أغير رأيي، وأنتهي إلى أن ما عايشته طيلة يوم  في ذلك الفضاء الثقافي الاحتفالي في ضواحي القيروان ، هو نتاج جهد امرأة مثقفة محاطة بمجموعة من السيدات اللائي آمن بأن الثقافة قاسم أعظم مشترك ، لا ينتظر إلا من ينبش في الأعماق ، لتتمظهر في الأشكال الجمالية  المختلفة ، من ديكور وعزف وغناء ومسرح وغيرها من الأغراض الثقافية.
 كانت المناسبة هي تكريم ثلة من "الذوات " التونسية ممن يعتقد أنه قد طواهم الزمن ، ونسيهم الحاضر ، بعد أن كانوا يؤثثون فترة من حياتنا العامة في مجالات الصحافة والثقافة والفن، وكلمة الذوات هي من نبش الأستاذة ذهبية بوزيان الجويني ، المرأة المثقفة حتى النخاع ، والتي لم تكن دراستها النظامية في كلية العلوم القانونية بأريانة تعدها لهذا الدور، لولا إرادة صماء ، وحس مرهف .
 كان يمكن أن تتولى القضاء ، أو تدخل عالم المحاماة ، أو يركنها الزمن في إدارة من الإدارات التي  تعج بأصحاب الشهائد القانونية، ولكنها فضلت أن تحيط بالشباب ، والبنات بالذات ، في تلك السن الغضة ، التي تتشكل فيها الشخصية ، وتنحت ، فدخلت لمهنة إدارة المبيتات الجامعية.
من هنا ارتأت ذهبية ، وهي شابة تتقد حيوية وعزما  وحزما ، أن تجعل من هذه الدار أو  من هاتين الدارين  في لافايات والحفصية وهي التي تديرهما باقتدار ، مرتعا لإبراز القدرات الفنية ، باستعمال الوقت استعمالا مفيدا بدل الهدر، وقد  اكتشفنا فيهما  أي الدارين جملة من الشابات في لافايات والحفصية  ، وجدن الإحاطة لتتفتق مواهبهن فتتناولن مختلف الفنون بحذق يكاد يصل إلى الحرفية العالية، فشاهدنا  وسمعنا بمناسبة تكريم عدد من "الذوات"،  الفن الراقي من كلاسيكي وعصري ومن مسرح وتمثيل ، ومن اسكتشات طريفة، وعروض أزياء تشهد على عمق وجمالية الحضارة التونسية ، من مجاهل التاريخ حتى اليوم عبر إبداعات فذة.
وعلى أهمية ما تم تقديمه من فقرات ، فإن ما بعث الاعتزاز في نفسي ونفوس العشرات إن لم أقل المئات، هو هذه الروح الوطنية الفياضة ، المنبعثة من طيات كل ما تم تقديمه غناء ومسرحا وعروضا ، وعدا الجمالية والحرفية ، فإنها  ، ـ أي تلك الفقرات ـ كانت تعبق بروح من الوطنية  الفياضة والفواحة ، تسعى وبنجاح من وجهة نظري إلى ترسيخ روح  الوطنية في شبابنا ،،  فمع العلم بمختلف اختصاصاته ، ومع اكتساب الروح النقدية ، التي بدونها لا يمكن لمجتمع أن يتمثل لا حاضره ، ولا مستقبله ، أو أن يستوعبه ويسهم في دفعه ،  راسخا في قيمه المتجذرة في تاريخه ، والمنفتحة على كونية لا يمكن العيش اليوم خارج معاييرها العالمية، التي تجعلنا منفتحين على الحضارة الإنسانية بكل مقوماتها.
كانت تلك ساعات مضيئة ، وأنا في خريف العمر حتى لا أقول أكثر، أعادت إلى شيئا من الأمل في إمكانية أن يعود المجتمع المدني للإبداع ، الذي انطفأت جذوته من الستينيات ، عندما استعاضت الدولة عن الجهد الأهلي المتمثل في جمعيات كانت تبذل للثقافة والعمل الخيري  جهدا كبيرا ، بلجان ثقافية حكومية قتلت المبادرة ، وأربكت المجتمع ، وأرادت أن تجعل الثقافة "الملتزمة " في قوالب ، لا تحتملها الثقافة ولا تتأقلم معها .
فحتى  أواخر الخمسينات وبداية الستينيات كنت في صفاقس وأنا في سن الطفولة وأول الشباب  أمارس نشاطا ثقافيا عبر جمعية توفر لنا مكتبة ثرية جدا بأكبر المؤلفات ، ونشاطا مسرحيا وغنائيا وموسيقيا ورياضيا ، وفي عالم الرحلات ، كل ذلك في قوالب كانت دوما مغلفة بروح عالية من الوطنية وحب الوطن  عبر حذق الألإناشيد الوطنية الحماسية ، والانفتاح على العوالم الخارجية ، فكنا نحتفل في 2 مارس من كل عام بعيد العروبة ، الذي يصادف يوم 2 مارس وهو عيد تأسيس الجامعة العربية، وفي ذلك الإطار أخذتنا جمعية الثقافة والتعاون المدرسي إلى المهدية وسوسة والعاصمة تونس وعين دراهم مرورا بعدد من المدن الأثرية التي ترسخ فينا حب الوطن  وعظمة عطاء الأجيال المتلاحقة ، وأذكر دوما سي محمد الفريخة أمين المكتبة  الذي كان يؤطر قراءاتنا اليومية عبر مطالعة قصص وروايات بالعربية والفرنسية ويوفر لنا مجلة "سندباد" المصرية للطفولة،  ، كانت كل تلك المطالعات  تدفع بخيالنا إلى عوالم واسعة من المعرفة ومزيد الفضول.
وفي ما عدا تلك الجمعية التي كان يؤمها المدرسيون خاصة وينشطون فيها ، كانت هناك جمعية النادي الصفاقسي الزيتوني التي لم يكن نشاطها يقل عن جمعية الثقافة، وكان لها فرع في تونس ترأسه في وقت من الأوقات الصحفي الكبير أحمد العموري ، الذي سبق أن أطرد من التعليم العمومي في سنة 1952، بعد أن قاد مظاهرة في صفاقس ضد الاستعمار، فاستكمل تعليمه في جامع الزيتونة المعمور الذي لم يكن يغلق أبوابه أمام الوطنيين ، وكانت هناك جمعية اللخمية التي أذكر أنه كان يقوم عليها المربي الكبير يوسف خماخم ، والتي كانت تتوفر على مكتبة ضخمة وقاعة مطالعة كان يلجأ لها التلاميذ والطلبة لمراجعة دروسهم ، فضلا عن المطالعات المفيدة، وأيضا جمعية الموسيقى العصرية ، التي أدخلت للمدينة الموسيقى العصرية والنحاسية منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية ، ودربتنا على تذوق الموسيقى الكلاسيكية  عدا تعليمنا السولفاج والبعض منا العزف، وغيرها من الجمعيات التي لا يتسع المقام لذكرها جميعا، وخاصة  وأن  ثلاثة أو أربع جمعيات مسرحيات  تنتج سنويا أعداد من المسرحيات التونسية أو المقتبسة..
ولكن وبقرار سياسي ، تم تأميم الثقافة ، كما تم تعميم التعاضد ، فسحب الأمر من أيدي "الهواة " الذين كان عملهم يصل إلى درجة الاحتراف ، وانطفأت جذوة الحماس ، وذوى وذبل العطاء الثقافي  التلقائي في ظل محاولة الدولة السيطرة على كل شيء ، ففشلت وتراجعت الثقافة التي باتت معلبة بلا روح.
من هنا فإن ما أقدمت عليه  مبيتات بن رشد/ المنجي سليم في العاصمة ، لعله يعيد للثقافة تألقها الماضي ، ويعطيها أبعادها التطوعية ، ويمكن أجيال الشباب ، لا فقط من نشاط ثقافي ضروري لاستكمال تكوينه ، ولكن لمزيد غرسه في محيطه وإحياء وطنيته التي كادت أن تصبح مفقودة ، وإعادة الروح الوطنية إلى نفسه ، حتى يشعر بأنه ينتسب إلى وطن ، وطن يستحق أن نفخر به ، ويستحق منا جميعا أن نبذل الوقت والجهد في سبيله ، في وقت نجد فيه آخرين يبذلون الحياة في سبيل الحفاظ عليه ، في سلامته ونمط عيشه وحيويته.
ذلك ما قرأته من يوم جميل قضيته في القيروان ، صحيح أنه تم تكريم لي وآخرون فيه ، واشكر موصول لذلك ، ولكن بالخصوص أعطاني شحنة من أمل للمستقبل ، لإعادة روح الوطنية الدافقة ، مع الحرية الوافرة والوارفة ظلالها.
فمتى ننسج جميعا على هذه المبادرة ، ومتى تعود جمعيات الثقافة واللخمية والموسيقى العصرية  والاتحاد الصفاقسي الزيتوني والهلال التمثيلي والتقدم المسرحي والنجم المسرحي وغيرها .
 ثم أليس هناك اليوم طلائع من الشباب يعيدون الحياة الأهلية إلى نشاط ثقافي اندثر بإرادة من الدولة ، وكانت تلك خسارة كبرى في حجم الكارثة ، وجاءت هذه المبادرة لتعيد الأمل في عودة العمل الثقافي الأهلي الذي كان منتشرا في كل الربوع ، وتم شطبه تماما ، فأجدبت الثقافة التي هي مقوم من أهم مقومات الحياة.
كلمة أخيرة : تحية تقدير عميق إلى شابات مبيت بن رشد والمنجي سليم ، فلولا حماسهن ولولا عطاؤهن ما كنا نعيش تلك اللحظات السعيدة ، ولا يراودنا الأمل في أن تعود الثقافة كما عادت في المبيتين إلى أهلها الذين هم أولى بان يقفوا حياتهم عليها من مدخل الهواية، التي يمكن أن تؤدي إلى الاحتراف.


الاثنين، 18 مايو 2015

بكل هدوء: أكبر الإقتصادات في العالم

بكل هدوء
يكتبه عبد اللطيف الفراتي
انقلاب مقاييس الثروة ومصادرها في العالم
تونس / الصواب /09/05/2015
لحد سنوات قليلة مضت كانت مصادر الثروة منحصرة بين 5 أو ستة بلدان في العالم ، فقد كانت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى وفرنسا وألمانيا واليابان هي التي تملك الثروة، وكان خندق عميق يفصلها عن البلدان الأخرى.
 وإذا كانت اجتازت اليابان وألمانيا كل الدول فإنها تدحرجت شيئا ما ، أما فرنسا التي كانت ثالث أو رابع قوة اقتصادية عالمية فباتت تحتل مرتبة عاشرة وسبقتها في حجم الثروة بلدان مثل البرازيل وإندونيسيا ، أما بريطانيا  والتي كانت تأتي في المرتبة الثانية كقوة اقتصادية دولية فإنها باتت في موقع تاسع .
غير أن المحللين يعتمدون مقاييس أخرى لقياس حجم الثرة لبلد معين وهو يتمثل، في حجم الدخل الفردي PPA  ، أي الناتج الخام الفردي باعتبار المقدرة الشرائية.
وإذ قفزت الصين للمرتبة الأولى من حيث حجم الثروة في العالم  متقدمة على الولايات المتحدة فإنها بمقياس الناتج باعتبار المقدرة الشرائية  للدخل الفردي تأتي عبر العالم في مرتبة 82 بين الدول، ولا ينبغي أن ننسى أن الفارق السكاني بين الصين والولايات المتحدة هو مليار و350 مليون ساكن في الصين و318 مليون ساكن في الولايات المتحدة بينما حجم الثروة أو الناتج الداخلي الخام للفرد باعتبار القيمة الشرائية هو 10 ألف دولار للصيني و56 ألفا للفرد الأمريكي.
وإذ لم نتمكن من الحصول على ترتيب كل الدول وعددها 30 هي الأولى من حيث حجم الثروة على مستوى القطر ، دون أن يعني ذلك الثراء على المستوى الفردي، وهو  المقياس الصحيح للثروة فإننا سنسوق هنا ما تيسر لنا من معطيات و ترتيبها من حيث عدد السكان واحتمالا الترتيب من حيث الدخل الفردي راجعا إلى القيمة الشرائية ، فالدولار الواحد يمكن من شراء سلع وخدمات في بلدان معينة أكثر منه في بلدان أخرى.
وفي ما يلي الترتيب للثروة حسب الدولة وليس حسب الدخل الفردي لا بالقيمة الاسمية ولا بالقيمة الشرائية الفعلية ولكن وفي بعض الحالات بالترتيب حسب القيمة الشرائية.
1/ الصين : مليار و350 مليون ساكن ( 19  ألف مليار دولار)و10 آلاف دولار للفرد  والمرتبة 82 من بين 187 دولة.
2/ الولايات المتحدة : 3018 مليون ساكن (18،125  ألف مليار دولار ) و56 الف دولار للفرد والمرتبة الثانية.
3/ الهند: مليار و250 مليون ساكن بواقع 8 آلاف مليار دولار كناتج   و4900 دولار للفرد والمرتبة 123 عالميا.
4/ اليابان : 130 مليون ساكن بواقع 4،843آلاف مليار دولار كناتج و37 ألف للفرد والمرتبة 26.
5/ ألمانيا : 81 مليون ساكن و 3،815 آلاف مليار دولار كناتج وفي الترتيب الخامس من حيث الناتج الفردي
6/ روسيا : 150 مليون ساكن و3،458  آلاف مليار دولار كناتج و24 ألف دولار للفرد وفي المرتبة 46 دوليا
7/ البرازيل :201 مليون ساكن و 3،225 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
8/ إندونيسيا : 252 مليون ساكن و2.840 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
9/ بريطانيا العظمى : 63 مليون ساكن و2.641 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
10/ فرنسا: 66 مليون ساكن و2.634 ألف مليار دولار كناتج إجمالي و28 ألف دولار للفرد
11/ المكسيك : 120 مليون ساكن و2.224 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
12/ إيطاليا : 60 مليون ساكن و2.175 ألف مليار دولار كناتج إجمالي و34 ألف دولار للفرد والمرتبة عالميا 31

13/ كوريا : 50 مليون ساكن و1.854 ألف مليار دولار كناتج إجمالي .
14/ السعودية : 30 مليون ساكن و1.668 ألف مليون دولار كناتج إجمالي والمرتبة 13 للدخل الفردي عالميا.
15/ كندا : 35 مليون ساكن و1.640 ألف مليار دولار كناتج إجمالي و43 ألف دولار للفرد والمرتبة 19
16/ إسبانيا : 48 مليون ساكن و1.619 ألف مليار كناتج إجمالي و32 ألف دولار للفرد والمرتبة 33 دوليا
18/ تركيا : 80 مليون ساكن و1.569 ألف مليار دولار كناتج إجمالي .
19/ إيران :78 مليون ساكن و1.354 ألف مليار كناتج إجمالي بالدولار.
20/ تايوان : 23 مليون ساكن و1.125 ألف مليار دولار كناتج إجمالي و41 ألف دولار للفرد والمرتبة 32
21/ نيجيريا :180 مليون ساكن و1.119 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
22/ تايلاندا : 67 مليون ساكن و1.030 ألف مليار دولار كناتج إجمالي وواحد وعشرين ألف دولار للفرد
23/ بولونيا : 40 مليون ساكن و996  ألف مليار دولار كناتج إجمالي  وواحد وعشرون ألف دولار للفرد.
24/ مصر : 90 مليون ساكن و990 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
25/الأرجنتين :43 مليون ساكن و993 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
26/باكستان :190 مليون ساكن  و928 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
27/ هولاندا : 17 مليون ساكن ز818 ألف مليار دولار كناتج إجمالي بواقع 47 ألف دولار للفرد والمرتبة 12 عالميا.
28 ماليزيا : 30 مليون ساكن و789 ألف مليار دولار كناتج إجمالي
29/ الفيليبين : 100 مليون ساكن و745 ألف مليار دولار كناتج إجمالي والمرتبة 100
30/ إفريقيا الجنوبية " 52 مليون ساكن و725 ألف مليار دولار كناتج إجمالي.
أما تونس وهي غير مرتبة باعتبار أن ناتجها الإجمالي لا يرقى إلى مستويات عالية باعتبار عدد سكانها القليل وهي تأتي في المرتبة 111 عالميا باعتبار الدخل الفردي بالقياس إلى قيمة المقدرة الشرائية .
 ونجد من بين 30 دولة مرتبة دولتان عربيتان فقط وهما السعودية في المرتبة 14 ومصر في الرتبة 24
أما الدول الإسلامية فنجد 5 دول هي إندونيسيا في المرتبة 8 سابقة لبريطانيا وفرنسا ، ثم  في المرتبة 16 تركيا تليها في المرتبة 17 إيران ثم في المرتبة 26 باكستان وفي 28 ماليزيا
وإفريقيا نجد دولتين هما نيجيريا بواقع المرتبة 20 وجنوب إفريقيا بواقع المرتبة 30 .

ولا نجد لا الجزائر ولا المغرب ولا الكويت ولا الإمارات رغم ثرائها.
 fouratiab@gmail.com

السبت، 9 مايو 2015

إقتصاديات : الوزارة المتقدمة في مسؤولية الوضع الكارثي

إقتصاديات
يكتبها عبد اللطيف الفراتي
كفى .. كفى ؟؟
أين تقع المسؤولية ؟؟
تونس/ الصواب /09/05/2015
المكان الذي لا أتنمى أن أكون فيه  بالمرة ( للحقيقة ولا أي مكان آخر)، هو منصب وزير المالية ، ولا أي منصب في هذه الحكومة من رئيس الجمهورية إلى أي موقع  وزير ، فضلا عن النيابة  في البرلمان، فكل هؤلاء في المحصلة محاسبون لا فقط عن سعيهم ، بل عن فشل متراكم لأربع سنوات مضت ، كان فيها الأداء الحكومي غير مسؤول وغير مهتم لا بالحاضر ولا بالمستقبل، والمنتظر ، لا أعرف ماذا ، غير شراء الوقت وانتظار انتخابات الهدف النجاح فيها دون ارتكاب أي شيء يمكن أن يغضب الشعب عبر اتخاذ الإجراءات الواجبة ، التي يمكن أن تنقذ الوضع، وعبر قرارات غير شعبية ، اعتمادا على تضحيات ثقيلة  مطلوبة، تكون في الأخير فاتحة لبصيص نور ، لا يتأتى في ظل حكومات تشتري الوقت منذ زمن الباجي قائد السبسي ، وفؤاد المبزع ، إلى مراحل منصف المرزوقي وحمادي الجبالي وعلي العريض ، والمهدي جمعة.
وإذ ورث الحبيب الصيد والرئيس الباجي قائد السبسي وضعا كارثيا ، فإنهما وجدا نفسيهما هما وشركائهما في الحكم المنبثق عن انتخابات الخريف الماضي ، في وضع من تم ربط وثاق على الأيدي والأرجل ، بحكم مشاركة حزب النهضة في السلطة ، وتجنب مصارحة الشعب بحقيقة وضع مأساوي اقتصادي واجتماعي ، مرشح لمزيد السوء .
فنداء تونس الذي يتحمل اليوم وفي المقام الأول مسؤولية قيادة البلاد ، وهو المحاسب سواء أراد أو لم يرد عن النتيجة ، لم يكن من الشجاعة بحيث يصارح الشعب حول  الوضع المتردي الذي استلم فيه البلاد ، وبالتالي ضرورة اتخاذ القرارات اللا شعبية التي يحتاجها وضع جد متردي، والواضح أن دخول النهضة في ائتلاف يقوده نداء تونس ، جعل الأخير يحجم عن الإعلان عن حقيقة أوضاع سيئة ، خوفا من ردة فعل قد تكون قوية من حزب نهضة قاد البلاد خلال سنوات حكمه إلى الكارثة ، ناهيك وأن وزير المالية الأسبق حسين الديماسي وهو من هو علما وثاقب نظر أقدم بعد 6 أشهر من تعيينه في المنصب الوزاري على الاستقالة ، باعتبار إطلاعه على الحقيقة ، ورفض الحكومة القائمة آنذاك الإقدام على اتخاذ القرارات الواجبة، تحسبا مما سيؤول له الأمر في انتخابات مقبلة.
و من هنا وبعد مائة يوم على تشكيل حكومة النداء مع الأطراف التي دخلتها، فإن تلك الحكومة، لم تصارح الشعب بحقيقة وضع يتمثل في:
-        عجز في ميزانية الدولة بـ5.5 مليار دينار تمثل بين 17 و18 في المائة من مجموع الموازنة. هذا دون حساب الزيادات الأخيرة أو تلك المبرمجة مما التزمت به الحكومات السابقة بمليار و100 مليون دينار.
-        انهيار الناتج بالمقارنة مع سنة 2010 بحوالي 8 في المائة، ما يعني تراجع دخل البلاد وبالتالي دخل الأفراد.
-        انهيار الدينار التونسي المهدد بمزيد التراجع، طبعا نتيجة تفاقم عجز الميزانية العامة وميزان المدفوعات والميزان التجاري.
وأمام هذا الوضع والسخاء الحاتمي في رفع الأجور ، ونقابات تتميز بقصر النظر والجشع وقلة الشعور بالمسؤولية ، وعجز من السلطة عن تحصيل مستحقاتها من الضرائب ، والإصرار على رفع الأداءات على الفئات التي تحت اليد من أجراء ومؤسسات منظمة ، وترك الحبل على الغارب للجانب الأكثر ثراء من الفئات الأقلية التي تستأثر بالثروة ـ أمام كل هذا ـ فإن البلاد مرشحة لمزيد الغرق إذا لم تتدارك الحكومة ومن يقودها الأمر، ويمسك بالمقود بيد غير مرتعشة ، تدرك ما الواجب وتقدم عليه بدون خوف ولا وجل.
وفي الأثناء فإن وزير المالية بالذات هو الذي يقف في الواجهة الأمامية ، وهو المطالب أكثر من غيره ، بأن يصارح الشعب  بحقيقة الوضع ، والإجراءات المريرة الواجبة ، حتى لا نصل إلى مرحلة تذكر بما حصل لليونان وقبله الأرجنتين ، وأن يدفع في اتجاه الإنقاذ ، الذي وإن كان مهمة جماعية ، فإنه هو المسؤول الأول عنه ، وإذا لم يجد التجاوب المطلوب ، فإنه سيكون أول وآخر من سيناله الحساب، ويكون مدعاة للمحاسبة.
فماذا يفعل في وزارة هي المحاسب الأول عن النجاح والفشل ، ولا يمكن أن يقبل عنه ما يقال من مسؤولية جماعية.